اخترق الاقطاع السياسي في منطقة بشري بعد مسيرة نضالية طويلة داخل صفوف القوات اللبنانية
رجل مثقف ومتواضع، يجسّد طموح الشباب
” المنصب ” ، لا يكبّر الانسان ، ولا يمنحه القيمة والكفاءة والاحترام ، وانما الانسان الصادق والشفاف والمتواضع والمنفتح والكفوء ، هو الذي يكبّر المنصب، ويزيده قيمة وجدية وفعالية وإحترام . والأهم من المنصب هو وسيلة الوصول اليه ، فالمثابرة والاستمرارية والجهد المتواصل ، والاخلاص في العمل ، لا شك سيوصل فى النهاية الى منصب ما . في مجتمعنا شواهد قليلة جدا ً على هذا النمط من الرجال ، منهم الاستاذ ايلي كرم كيروز الذي خصّ مجلة ” مرايا الجبة ” بهذا الحديث ، والذي نختصر فيه مسيرة نضاله التي تبدأ من القطارة الى معهد الاعداد الفكري ، فالى مرحلة المواجهة بعد حل حزب القوات اللبنانية واعتقال قائدها ، جنبا ً الى جنب مع السيدة ستريدا جعجع ، فالى المنصب النيابي ممثلا ً منطقتي بشري والضنية في الدورة الاولى ( 2005- 2009) وفي الثانية منطقة بشري ( 2009 – 2013 ) .
ما هي الدوافع التي جعلتك تختار القوات اللبنانية لتناضل في صفوفها ؟
إن الدوافع التي جعلتني أختار القوات لأناضل في صفوفها ترتبط بعلّة تأسيس القوات وهي:
• الدفاع عن الخيار التعددي في الداخل.
• ومواجهة مشاريع السيطرة الخارجية على لبنان وأعنفها المشروع الفلسطيني والمشروع السوري الذي بقي مستمراً حتى خروجه من لبنان في 26 نيسان 2005.
• بالاضافة الى الدوافع التي تتعلق ببشري والجبة. فلقد قدّمت القوات للناس في بشري والجبة خياراً سياسياً وتنظيمياً جديداً بعيداً عن عقد الاستزلام وكرّست ممارسة سياسية أخرى تقوم على حسن تمثيل التطلعات ومنطقاً آخراً في العلاقة بين العائلات في بشري وفي العلاقة بين بشري والجبة وفي العلاقة بين البلدة الكبيرة والبلدة الصغيرة. لقد ارتدت العلاقة، مع القوات، بين بشري والجبة طابعاً تضامنياً مبنياً على المساواة في الحقوق والواجبات.
متى وكيف بدأت علاقتك بالدكتور سمير جعجع ؟
لقد بدأت علاقتي بالدكتور سمير جعجع في زمن مبكر في بشري من خلال الصورة التي كان يعكسها والانطباع الذي كان يتركه عند الناس والشباب كرجل متميز، بحزبيته وفكره. وفي مرحلة دراستي الثانوية ومع انفجار الحرب وأثرها على بدايات تفتحي الفكري والسياسي، قصدته في ثكنة لبنان الجديد في دده- الكورة حيث كنا نعقد لقاءات فكرية وثقافية ساهمت الى حد كبير في بلورة قناعتي الشخصية عن الرجل. وفي عمر الحيرة والسعي، كانت تجذبني بعض المثل اليسارية التي تبشر بالانسان والحرية والعدالة الاجتماعية والتي تدعو الى مقاومة الظلم والدفاع عن المظلومين في كل زمان ومكان. وانقطعت هذه العلاقة لسنوات، كنت فيها صاحب نشاط اجتماعي وثقافي في بشري. وفي صيف العام 1982، جاءني، ورغم اني لم أكن حزبياً، الاستاذ ميشال ناصيف كيروز، ودعاني الى المشاركة في دورة فكرية في ثكنة القطارة. لم يكن الاستاذ ميشال والفريق يتوقع أن يكون جوابي ايجابياً ومع ذلك قبلت الدعوة وتوجهنا الى القطارة مع مجموعة من الشباب من بشري أذكر منهم مخايل عوّاد وبسام جعجع وجورج محروس طوق وغازي جعجع وجان جعجع ولويزا الخوري طوق وغيرهم. لقد شكلت هذه الدورة ببرنامجها الفكري – التاريخي والمنظمين لها والمشاركين فيها منعطفاً من حيث بلورة الخيارات والالتزام النهائي. لقد انتهت الدورة في اليوم الذي استشهد فيه الرئيس بشير الجميل. وفور عودتي الى بشري في ذلك اليوم، بدأ عملي الحزبي. فلقد قمت مع رفاقي بتنظيم مسيرة شعبية في شوارع بشري تعبيراً عن الغضب لاغتيال الرئيس الشهيد. لقد انتهت المسيرة باحتفال خطابي حاشد في كنيسة السيدة حيث ألقيتُ الكلمة السياسية الأولى في حياتي. وكان العمل محفوفاُ بالاخطار بسبب مرابطة الجيش السوري في بشري وفي بلدات الجبة.
هكذا استطاع سمير جعجع أن يقدم نفسه بشكل جديد وأن يقنعنا بأنه رجل التغيير في بشري الحزينة وفي الساحة المسيحية اللبنانية حيث كان وضع المسيحيين في تدهور بعد اغتيال بشير الجميل وموقعهم في تراجع في ظل دعوات الاسلمة آنذاك ومحاولات النظام السوري وضع يده على لبنان وحيث كانت الطبقة السياسية المسيحية مترددة وعاجزة عن الفعل والانقاذ. هكذا، انتصب وسط الركام، رجل ومجموعة يحملان مشروعاً في المواجهة وإرادة في المقاومة.
هكذا بدأت مرحلة الالتزام في القوات اللبنانية وبالقوات اللبنانية.
من القطارة الى المقعد النيابي، كيف تختصر هذه المسيرة من حياتك ؟
لقد بدأتُ النضال في صفوف القوات اللبنانية منذ العام 1982. لقد انتسبتُ في البدايات الى ثكنة القطارة حيث أديتُ دوراً إعدادياً وتثقيفياً في إطار الشعبة الخامسة في جبهة الشمال. ومنها انتقلت، مع انتقال قيادة جبهة الشمال، الى برج الفيدار، فمعهد بشير الجميل في غوسطا ثم الى معهد الإعداد الفكري في بلونة حيث توليت، مع رفاقي وخصوصاً مخايل عواد ورافي شباط وطوني الشدياق، مسؤولية الإعداد الفكري والسياسي في القوات من العام 1987 وحتى العام 1990. وفي تموز من العام 1993 توليتُ مسؤولية منسقية القوات في جبة بشري. وبعد أشهر وبعد مسار تصاعدي، لجأ النظام الأمني الى افتعال متفجرة كنيسة سيدة النجاة في 27 شباط 1994 ليفجر القوات في الوجدانين المسيحي واللبناني. ثم دخلت القوات في المرحلة الصعبة مع حل الحزب واعتقال سمير جعجع. ودخلنا في بشري والجبة زمن التجربة المرّة . لقد خُيّل لنا أن حياتنا قد انتهت. لقد عانت بشري والجبة كثيراً من وحشية النظام الأمني ومن استهدافاته. لقد كان الهدف كسر عظم بشري والجبة ومنع الناس من الاحساس. غير أننا استطعنا بفضل شجاعة الرفاق والأهل وتضحياتهم، أن نتغلب على الصدمة وأن نصمد وأن نعيد الى القوات بعضاً من روحها وبعضاً من نبضها. لقد نجحنا في أن نخيّب رهانات العقل الأمني السوري واللبناني. وفي 19 حزيران 2005، انتخبتُ نائباً في البرلمان اللبناني عن دائرة الشمال الأولى بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 وخروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005. هذه، ليست مسيرة من حياتي بل هذه مسيرة حياتي. لقد أردنا وأرادت مرحلتنا أن تكون مسيرتنا النضالية حياتية بهذا القدر. لقد كانت مسيرة محفوفة بالصعاب والامتحانات الكبرى. لقد جعلتني اختبر القناعات العميقة معطوفة على اللحم والدم. لقد كانت الاحلام أكبر بكثير من الواقع فيها. ولكن لم تكن العلاقة بالواقع علاقة اصطدام. إذ أن المسؤولية قادت العمل بشكل دائم حيث ان الاحلام والطموحات تحولت الى مشاريع والى دروب نحو المستقبل.
متى وكيف بدأت علاقتك بزميلتك ستريدا جعجع ؟
لم أكن على معرفة بستريدا من قبل. لقد بدأت معرفتي بها في الزمن الصعب، في أقسى محنة عرفتها القوات اللبنانية وذلك بعد حل حزب القوات واعتقال سمير جعجع ودخول القوات في مسيرة الصحراء. لقد اعتقد بعض المسؤولين الأمنيين والسياسيين، أن القوات اللبنانية، ومع ذهاب سمير جعجع الى المعتقل، قد أصبحت جسداً من دون رأس وانها ستهوي كبناء من كرتون.
في هذا المناخ، وفي ظل النقاش داخل القوات، حول المصير والخيارات، برزت ثلاثة نظريات في القوات : نظرية تدعو الى الجمود والانتظار حتى تتغير الظروف فيخرج بالفعل ذاته سمير جعجع من المعتقل، ونظرية تدعو الى الانفتاح على السلطة اللبنانية وسوريا لتسوية المشكلات العالقة معهما، ونظرية تدعو الى النضال والمواجهة للمساهمة في تغيير الظروف التي تمكن من تحرير سمير جعجع. لقد كنت منذ البدايات من دعاة النظرية الثالثة التي تركز على الانسجام مع الخط النضالي والثوابت التاريخية للقوات . وحصلت عدة اجتماعات بحضور ستريدا والفريق القيادي انتهت الى الفشل وبدا واضحاً ان الفريق القيادي يومها عاجز عن الاستمرار في قيادة القوات والمرحلة. في هذا الاطار بدأت معرفتي بستريدا وتوافقت معها على حتمية مواصلة النضال في مواجهة النظام الأمني والتصدي للمحاولات من داخل القوات لإخراج القوات عن خطها وثوابتها. كما توافقنا على حاجة القوات الى إدارة بمواصفات تتناسب مع مرحلة الحظر والخطر لأن القوات لا يمكن أن تستمر حية وأن تدافع عن نفسها من دون إدارة من هذا النوع. وكان على ستريدا أن تكون على رأس هذه الإدارة وكان عليها أن تواجه دفعة واحدة جبلاً من المسؤوليات والتحديات
هل لك أن تشرح لنا كيف تمارس دورك التشريعي كنائب ؟
منذ انتخابي نائباً حرصت على ممارسة دوري التشريعي والرقابي وعلى المساهمة في تعديل وتطوير والغاء بعض القوانين التي تنتهك حقوق الانسان اللبناني.
I– قضية المرأة :
منذ انتخابي نائباً، أخذت قضية المرأة حيّزاً من اهتمامي. إن الحديث عن المرأة يأخذني الى السيد المسيح وما خصّ به المرأة من تقدير. فلقد أظهر ما للمرأة من كرامة باتخاذه هو عينه جسداً بشرياً من العذراء مريم التي تدعوها الكنيسة حواء الجديدة.
لقد فوجئت بعدد النصوص في قانون العقوبات المكرسة لواقع التفاوت وعدم المساواة والاستمرار على هذه النصوص بالرغم من انقضاء كل هذه السنوات على ابرام الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. لقد بتُّ أخجل كرجل من هذه النصوص التي يتضمنها قانون العقوبات اللبناني.
لقد قمتُ بتحديد النصوص القانونية في قانون العقوبات المكرسة للإجحاف بحق المرأة ودرست التعديلات اللازمة على تلك النصوص التي تتعلق بالزواج والزنا والاغتصاب والخطف وجرائم الشرف. وإني واثق بما للقانون بصورة عامة، من دور ريادي في تبديل الثقافات والذهنيات والمواقف.
لقد تقدمتُ زميلتي ستريدا وأنا بعدة اقتراحات قوانين لتنزيه قانون العقوبات اللبناني من الإجحاف الذي يتناول المرأة اللبنانية.
– لقد تقدمنا أولاً باقتراح قانون لألغاء المادة 562 من قانون العقوبات اللبناني، أو ما عُرف خطأ بجرائم الشرف. لقد أعطت المادة 562 الرجل العذر المحل في جريمة القتل أو الإيذاء ثم أُبدل العذر المحل بالعذر المخفف بالقانون رقم 7/1999، غير أن هذا التعديل بقي غير كافٍ لأنه يشجع الرجل على التعسف في استيفاء الحق والقتل عوضاً عن اللجوء الى القضاء. من هنا كانت الحاجة الى إلغاء المادة كلياً. لذلك تقدمنا زميلتي وأنا باقتراح قانون يرمي الى الغاء المادة 562 من قانون العقوبات والذي صادقت عليه الهيئة العامة لمجلس النواب.
– إقتراح قانون لتعديل المواد 487 و488 و489 من قانون العقوبات المتعلقة بجرم الزنا. إن النصوص المذكورة تكرس التمييز وعدم المساواة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل من حيث تحقق شروط الجرم ومن حيث أدلة الاثبات ومن حيث العقوبة المفروضة. لذلك تقدمنا باقتراح قانون لإزالة أي شكل من أشكال التمييز وعدم المساواة بين المرأة والرجل بالنسبة لهذا الجرم.
– إقتراح قانون لتعديل المادتين 503 و504 من قانون العقوبات المتعلقين بجرم الاغتصاب والإكراه على الجماع بالعنف والتهديد المتعلقتين بجرمي الاغتصاب والاكراه على الجماع بالعنف والتهديد والخداع.
إن هذين النصين يعاقبان على اكراه غير الزوجة على الجماع بالعنف والتهديد، مما يفهم منه استنتاجاً وعملاً بالتفسير الضيق للنصوص الجزائية ان اغتصاب الزوجة لا يعاقب عليه بالجناية المنصوص عليها في المادتين 503 و504 وكأن ممارسة العنف والتهديد والخداع لإكراه الزوجة على الجماع ليس جرماً جزائياً يعاقب عليه القانون ولا يلحق أشدّ الضرر بكرامة المرأة وسلامتها الجسدية. من هنا لقد تقدمنا باقتراح قانون يجرم الاغتصاب والاكراه على الجماع دون استثناء الزوجة خاصة اذا كانت لا تستطيع المقاومة بسبب نقص جدي أو نفسي.
– اقتراح قانون لألغاء المادة 522 من قانون العقوبات التي تنص على أنه إذا عقد زواج صحيح بين المغتصب والضحية أوقفت الملاحقة وإذا كان صدر حكم بالقضية علق تنفيذ العقاب الذي فرض عليه. إن هذا النص يشكل في الواقع معالجة لمشكلة أهل المعتدى عليها وعائلتها وعشيرتها من حيث ما يعتبرونه هم مساساً بشرفهم وكرامتهم. إن هذا العلاج لا يشكل تعويضاً أو حلاً للضرر الجسيم الذي تتعرّض له المرأة من جراء الاعتداء عليها، من هنا، كانت الحاجة الى إلغاء هذا النص. أما بالنسبة الى المستقبل فإننا بصدد تقديم اقتراح قانون لتعديل الفقرة الثالثة من المادة 549 التي تنص على إنزال عقوبة الاعدام على القتل قصداً إذا ارتكب القتل على أحد أصول المجرم أو فروعه. إن هذه الفقرة لم تأتِ على ذكر الزوجة أو الأخت أسوة بالفروع والاصول، لذلك فإنه يقتضي تعديل هذه الفقرة لتشديد عقوبة القتل قصداً في حالة قتل الزوجة أو الأخت لأنهما جديرتان بالحماية أسوةً بالاصول والفروع.
II– مواضيع أخرى :
1) لقد تقدمت باقتراح قانون يرمي الى تعديل المادة 21 من النظام الداخلي للمجلس النيابي الذي يتيح لعضو لجنة الإدارة والعدل النيابية أن يتفرغ لها وأن لا يكون عضواً في أية لجنة أخرى.
2) اقتراح قانون يرمي الى الغاء عقوبة الاعدام من المنظومة الجزائية اللبنانية.
قيد التحضير :
• اقتراح قانون يرمي الى الغاء القضاء العسكري كقضاء استثنائي. إننا نرى أن المحكمة العسكرية اللبنانية يجب أن تكون معنية فقط بالشؤون العسكرية وأن تصبح جزءاً لا يتجزأ من النظام القضائي العام. إن وضع المحكمة العسكرية تحت سلطة وزارة الدفاع يعني وضعها خارج نطاق القانون وبعيداً عن مبادئ حكم القانون.
• اقتراح قانون يرمي الى تعديل المادة 401 من قانون العقوبات المتعلقة بانتزاع الاقرار والمعلومات بضروب من الشدة أو التعذيب لا يجيزها القانون. إن الحرص على تشديد عقوبة جرم التعذيب ينطلق من ضرورة التشدد في معاقبة أي تجاوز للقانون من قبل عناصر الضابطة العدلية وغيرهم ممن أوكل اليهم مهام التوقيف والتحقيق.
• اقتراح قانون يرمي الى إعادة العمل بالمادة 173 من قانون العقوبات اللبناني التي سبق أن وضعت سقفاً زمنياً في حال كان الحكم مؤبداً.
لقد تم الغاء هذه المادة بمقتضى القانون الصادر بتاريخ 5/2/1948.
هل لك أن تشرح لنا كيف تمارس دورك الرقابي كنائب ؟
1- سؤال عن المستشفى الحكومي في بشري في 11/9/2008 حول تلكوء وزير الصحة العامة في إحالة موضوع تعيين مجلس إدارة جديد ومدير جديد لمستشفى بشري الحكومي بالرغم من انقضاء صلاحيات المجلس والمدير منذ العام 2006.
2- تقدمت من رئيس المجلس النيابي بسؤال الى الحكومة وتحديداً الى وزير الخارجية والمغتربين حول تخلّف وزير الخارجية والمغتربين عن القيام بالاجراءات الضامنة لحق اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية في الاقتراع في أماكن إقامتهم في الخارج في الانتخابات النيابية التي تلي انتخابات العام 2009 تطبيقاً لأحكام المادة 114 من قانون انتخاب أعضاء المجلس النيابي رقم 25/2008. لقد حوّلت هذا السؤال الى استجواب.
3- لقد تقدمت بسؤال الى الحكومة في 20/7/2007 حول ملابسات اختطاف واحتجاز واطلاق الرهائن الاستونيين السبعة وظروف تحريرهم ودور الحكومة اللبنانية في تلك العملية. لقد حولت هذا السؤال الى استجواب.
4- لقد تقدمت بسؤال الى الحكومة في 17/10/2011 حول موضوع خطف واحتجاز حرية مواطنين سوريين على الأراضي اللبنانية وتسليمهم للسلطات السورية خلافاً للمبادئ الانسانية والقانونية في ظل غض نظر تام للحكومة اللبنانية وشبهة حول دور السفارة السورية في لبنان وتقصير فاضح للأجهزة القضائية والأمنية في هذا الشأن.
5- سؤال في 4/1/2012 حول ملابسات تصريحات وزير الدفاع الوطني المتعلقة بمعلومات متوفرة لديه تشير الى حصول عمليات تهريب اسلحة على بعض المعابر غير الشرعية ودخول بعض العناصر الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة ولاسيما في عرسال من الأراضي اللبنانية الى الأراضي السورية بحجة أنهم من المعارضة السورية.
6- سؤال حول التدابير التي تنوي الحكومة اتخاذها بالنسبة الى مصير المفقودين والمعتقلين في السجون السورية.
7- سؤال في 1/2/2012 حول إشغال الجيش اللبناني قسماً من سجن روميه المركزي واستعماله كثكنة عسكرية في حين أن هذا القسم قد أُعدّ أصلاً ليكون جناحاً من أجنحة السجن المذكور خاصة وان إعادته إلى إدارة السجن تسهم بصورة فعّالة في حل الأزمة التي يعاني منها السجناء لاسيما لجهة الاكتظاظ وضيق المكان.
8- سؤال في 13/2/2012 حول الاجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لإلغاء البرقية المنقولة 303 التي تصدرعن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أو عن أركان الجيش للعديد والتي تشكل ممارسة غير قانونية وتعدياً على حقوق الانسان وصلاحيات القضاء.
أنت تمثل القوات اللبنانية في لجنة المتابعة النيابية في بكركي ما هي الملفات التي تدرسونها ، وأين أصبحتم ؟
إن لجنة المتابعة النيابية انبثقت من اللقاء الماروني في بكركي، بصيغتيه المصغرة والموسعة، وهي تضم الاحزاب المسيحية والمستقلين. أما المهام التي تعمل عليها اللجنة فتتوزع على ملفين :
– ملف الأرض. تميز اللجنة بين انتقال الملكية الى غير اللبنانيين وبين بيع العقارات من مسيحيين الى مسلمين. وفي الحالتين تعتبر اللجنة أن التعلق بالأرض هو عنصر أساسي من هوية الأشخاص والشعوب وأن الأرض هي مساحة حرية.
– ملف الواقع المسيحي في الوظيفة العامة في الدولة.
إن الوصاية السورية على لبنان جعلت المسيحيين يشعرون بنوع من الغربة حيال الدولة ومؤسساتها وأجهزتها. لذلك هجر المسيحيون الدولة وعاشوا ”خارجها وخارج وظيفتها“. فلا بد من ”عودة“ المسيحيين الى الدولة مع خروج الجيش السوري من لبنان واستعادة لبنان لحريته واستقلاله. وأعتقد أن الوفاق المسيحي – المسيحي يشجع ويسهل هذه العودة.
ما هو موقفك من الخلاف المستجد بين القوات والبطريرك ؟
نحن لم نسع في أي يوم الى أي خلاف مع البطريرك. ونحن نعرف تماماً مكانة بكركي التاريخية والحالية في الحياة الوطنية اللبنانية. غير اني أدعو الى أن تكون بكركي، وسط التباينات والانقسامات المسيحية، نقطة تقاطع لا نقطة خلاف إضافية. إن الخلاف مع البطريرك يتمحور حول ما يجري في سوريا والموقف منه. اني أرى أنه من واجبنا كمسيحيين أن نتضامن مع الشعب السوري وأن لا نقدم براءات ذمة للنظام الذي وصفه يوماً ما ”ميشال سورا“ بـ ”دولة البرابرة“ ودفع حياته ثمناً لذلك“.
هل تأثرت علاقتك بشباب المنطقة وبشري بعد وصولك الى سدة النيابة ؟
لا أرى في النيابة سدّة.النيابة هي موقع متقدّم يسمح بالإستمرار في النضال من أجل الخير العام وقضايا الناس. وبالعودة الى السؤال، لم تتأثر العلاقة بشباب بشري والجبّة في طبيعتها وجوهرها. غير أنّ المسؤوليات زادت بمعنى أنّها وضعت عليّ إلتزامات إضافية وفرضت عليّ أدواراً أوسع وأكبر. فلقد جئت الى النيابة من بيتٍ عادي، من الشباب، من تدرّج داخل صفوف القوات، من تدرّج داخل المعاناة، من ديناميّة نضالية ومن ممارسة طويلة مع الشباب والناس. لذا كان الإختراق القواتي لهذا الموقع، يحقّق هدفاً لطالما أراده الناس العاديون في بشري والجبّة وسعوا إليه. لقد كانت السياسة حكراً على بعض البيوت وبعض ”الذوات“ في بشري وكانت تمارس في حدود المصالح الضيقة.
لذا كان من واجبنا تأسيس ممارسة جديدة تضع تطلّعات الناس ومصالحهم العامّة في الإهتمام الأوّل والأخير لنكرّس بذلك نموذجاً للعمل يُثمر بشكلٍ دائم ومتواصل.
ماذا تقول للرفاق ولاهلنا في جبة بشري ؟
لقد عانت بشري والجبة كثيراً وضحّت كثيراً. إن ايفاء الجبة حقها بالتمام لقاء ما قدمته للبنان وللمسيحيين وللقوات أمر عسير وقد يكون غير ممكن. إن الجبة يكفيها أن يكون لبنان سيداً حراً وأن يكون المسيحيون فيه أعزاء مطمئنين الى مصيرهم وحضورهم، لتنال حقها. غير أن القوات اللبنانية، وفي المسألة الإنمائية، تؤكد على مسيرة رد الجميل التي يجب أن تستمر وأن تصلنا بمستقبل يكون على قدر الحاجات والطموحات. وفي هذه المناسبة أودّ أن أوجه شكري الى الرفاق والأهل في بشري والجبة على مسيرتهم النضالية الطويلة في أيام الحرب كما في أيام السلم، كما أوجه لهم شكري على دعمهم وتفهمهم الدائم ووعيهم للنهج الجديد الذي يميز العمل السياسي للقوات اللبنانية.
وأود أن اؤكد أنني أنتمي الى احلامهم الكبيرة التي لا بد أن تتحقق بعد كل هذه التضحيات وكل هذه السنوات إن على المستوى اللبناني والمسيحي وإن على مستوى بشري والجبة.
هل سنراك نائبا ً للدورة الثالثة ؟
ما أستطيع أن أؤكده اني سأكون في خدمة قضيتي ورفاقي القواتيين وأهلي في بشري والجبة كما وفي كل لبنان اينما كنت، سواء في الموقع النيابي أو في أي موقع آخر من المسؤولية. وهذا ما أثبتته مسيرتي النضالية وما أستطيع أن أعد به. أما لناحية استمراري في الموقع النيابي فهذا أمر سابق لأوانه من جهة، ومن جهة أخرى هذا أمر تحدده مصلحة القوات اللبنانية في الحزب والجبة.
السيرة الذاتية
ايلي كرم كيروز.
متأهل وله 3 أولاد.
حائز على إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف.
محامٍ في الاستئناف في نقابة المحامين في طرابلس.
حائز على إجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانية.
انتمى الى القوات اللبنانية وتدرّج في صفوفها تنظيمياً وسياسياً منذ العام 1982.
تولى مسؤولية الإعداد الفكري والسياسي في القوات اللبنانية من العام 1987 وحتى العام 1990.
مسؤول منطقة بشري في القوات اللبنانية منذ العام (1993 – 2010)
ناضل ضد الوصاية السورية طوال حقبة تلك الوصاية على لبنان.
اعتقلته المخابرات اللبنانية بسبب نشاطه الحزبي والسياسي إثر حادثة طبرجا في العام 1996 وفي أحداث 7 آب حيث أمضى في السجن أربعة أشهر تعرض خلالها للتعذيب وأُفرج عنه بكفالة.
انتخب نائباً في البرلمان اللبناني في 19 حزيران 2005 عن دائرة الشمال الأولى وضمن الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية.
عضو في الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية منذ العام 2006.
عضو في الرابطة المارونية منذ العام 2007.
عضو في اللجنة النيابية لحقوق الانسان.
عضو في لجنة الادارة والعدل النيابية.
اشترك في اعداد الدراسات في إطار الخطة الوطنية لحقوق الانسان.
صديق للكتاب والبيئة وحقوق الانسان.
صاحب نظرة اصلاحية في السياسة تدعو الى إعادة الاعتبار الى العمل السياسي النبيل بوصفه “الطريق الصعب لعيش الالتزام المسيحي في خدمة الآخرين” والى اعتماد الحوار العقلاني وسيلة للتفاهم واحترام حق الاختلاف ونبذ كل أشكال العنف.
يدعو الى تكريس حق الانسان في الحياة والى الغاء عقوبة الاعدام من التشريع الجزائي اللبناني.
ويدعو الى وقف التعذيب في مراكز الاحتجاز اللبنانية والى وقف التراخي الذي يمارسه القضاء اللبناني في رقابته على اداء الضابطة العدلية. كما يدعو الى تعزيز اوضاع السجون وتحسين ظروف المساجين.
مدافع عن قضايا المرأة.
يطالب بانصاف المرأة اللبنانية وباعادة الاعتبار الى انسانيتها والى مكانتها في المجتمع والثقافة.