شعار هذا العام “ الغابات : كنز الأرض الحيّ “
اين نحن من هذا اليوم ؟
البيئة مجموعة العوامل البيولوجية والكيماوية والطبيعية والجغرافية والمناخية المحيطة بالإنسان، والمحيطة بالمساحة التي يقطنها، والتي تحدد نشاط الإنسان واتجاهاته، وتؤثر في سلوكه ونظام حياته، وقد يكون لصراع الإنسان مع الطبيعة دخل كبير في حجم تأثيرات الطبيعة على حياة الإنسان ومصادر عيشه؛ فلقد أصبح الإنسان في عالم قرن الحادي والعشرين يعيش في وسط مملوء بالتلوث، هواؤه ملوث، ماؤه ملوث، طعامه ملوث، شرابه ملوث، وحتى سماؤه أصبحت ملوثة؛ نتيجة تطاير الغازات وتفاعلاتها في المنطقة الأيونية مسببة ثقبا خطيرا في طبقة الأوزون.
تحتفل دول العالم في الخامس من يونيه من كل عام ، باليوم العالمي للبيئة – وهو اليوم الذي أعلنته – الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1972، وذلك في ذكرى افتتاح مؤتمر ستوكهولم بالسويد حول البيئة الإنسانية، وقد صدقت الجمعية العامة في اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة . وقد جرت عادة الأمم المتحدة من أجل إحياء يوم البيئة العالمي على تخصيص عنوان معين من عناوين الحفاظ على البيئة ليكون موضوعا محوريا للمؤتمرات والندوات والورش التي تهتم بشؤون إصلاح البيئة البشرية وتهيئة مستلزماتها، وهذا العام كان الشعار “الغابات: كنز الأرض الحي” وفي هذا الأمر إشارة إلى أن السنة الجارية مكرّسة كعام دولي للغابات، ما جعل من هذه الأخيرة ترسيمة مشتركة بين معظم الحوادث والمناسبات البيئية هذه السنة. وكذلك تُدلّل هذه الأمور على ترابط قضايا البيئة وتلاحمها بعضها مع بعض .
يشارك في احتفالات يوم البيئة العالمي، عادة القيادات السياسية من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء البيئة، وأصدقاء البيئة والمهتمين بقضايا التعمير والتنمية المستدامة واستقرار الكون حيث يقومون بتوجيه كلمات تحث على العمل من أجل الحفاظ على كوكب الأرض وتؤكد إيمانهم بقضايا البيئة ، وقد تأخذ هذه الاحتفالات أوجه أكثر فاعلية من خلال تأسيس هيئات أو برامج حكومية تعمل في مجالات الإدارة والتخطيط البيئي والعمراني واقتصاديات البيئة، وعلم النفس البيئي كما يمثل يوم البيئة فرصة مواتية للحكومات من أجل التصديق على الاتفاقات الدولية الخاصة وتفعيل القضايا البيئية الهامة مثل التلوث الجوى والبصري والإشعاعي وقضايا الطاقة النظيفة والمتجددة وسلامة الطرق وسيولة المرور والتصحر وندرة المياه وتدهور مصائد الأسماك والنفايات الصلبة والخطرة والنفايات الالكترونية والفضائية والبطالة وتزايد معدلات الفقر والجودة في المنتجات والتوعية البيئية والثقافية والتكافل المجتمعي وحقوق الإنسان وتوفير السلم والأمان والراحة المستدامة والاستثمار والتنمية المتواصلة للبشر والشجر والمكان في الحاضر والمستقل. والاحتفال بيوم البيئة العالمي يأخذ أشكالا متعددة ، منها المواكب الشعبية ومهرجانات الدراجات وإحياء حفلات والسير على الأقدام والتخلي عن السيارات وزراعة النباتات والأشجار وتقديم الموسيقى الخضراء، ومسابقات لكتابة المقالات البيئية و تقوم المدارس والمراكز العلمية والثقافية بتصميم الملصقات وغرس الأشجار، والقيام بحملات إعادة التدوير للنفايات، وحملات التنظيف والتجميل للمباني والميادين وغيرها من انشطة التوعية وتفعيل الضمير البيئي لدى أفراد المجتمع، والإشعاعي والتصحر وندرة المياه والنفايات الصلبة والخطرة والنفايات الالكترونية والفضائية والبطالة وتزايد معدلات الفقر والجودة في المنتجات والتوعية البيئية والثقافية والتكافل المجتمعي وحقوق الإنسان .
أين نحن من هذا اليوم ؟
لقد وهب الله جبـّة بشري طبيعة مميّزة وبيئة فريدة ومتنوعة بتكاوينها ومعالمها الجغرافية ، وتراثها وكنوزها التاريخية والروحية والانسانية والثقافية . وهذا الغنى المتعدد الاتجاهات، يحتاج الى مقدرة ووعي كبيرين للمحافظة عليه، خصوصا وأننا أصحبنا في عصر يعاني فيه الانسان من فقدان للمناعة نتيجة التلوّث الذي أصبح يلف ّ الكرة الارضية، نتيجة عوامل التخريب المسؤول عنها الانسان بالدرجة الاولى. واذا استعرضنا المشاكل البيئية والصحية في منطقتنا والمسؤولين نحن عن تفاقمها كأبناء للجبّة، نراها عديدة ولا زلنا نتخبط في ايجاد حلول جذرية لها : فالنفايات، والصرف الصحي، وتلوث الهواء والمياه الجوفية ، وقطع الاشجار بشكل مريع في الوادي المقدس – وفي حال استمراره سيؤدي الى اختلال فاضح في التوازن البيئي وتقليص المساحات الخضراء المتبقية فيه وازدياد حجم التصحـّر، كما سيؤدي في النهاية الى شطبه عن لائحة التراث العالمي – والكسارات والمرامل، والبناء العشوائي، كلها مسائل تحتاج الى وعي وقرارات جريئة ، وتعاون، بين مختلف شرائح المجتمع، لايجاد حلول لها، والا، فالنهاية ستكون مأساوية، وستكون عواقبها وخيمة على الجميع، ولن يكون باستطاعة أحد التنصل من تحمل نتائجها. المطلوب صحوة سريعة في منطقتنا من قبل المسؤولين واتحاد البلديات والبلديات والجمعيات والهيئات الاهلية، لانقاذ بيئة منطقتنا، فعامل الوقت ليس لصالحنا، والتاريخ لا يرحم المتخاذل والكسول، ولا حتى الجغرافيا.