ندوة ” لتفعيل دور المرأة في المجتمع اللبناني “
دعت النائب ستريدا جعجع الى ندوة في معراب، تحت شعار “المرأة بالفعل مش بالحكي”، تمحورت حول “تفعيل دور المرأة في المجتمع اللبناني”، وذلك يوم الجمعة 6 أيار 2011 ، الساعة الرابعة بعد الظهر. وقد شارك في الندوة ثلاثمائة وعشرون مدعوا ً، من بينهم ممثل أمين عام الأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، و22 سفير دولة أجنبية، و47 منظمة أجنبية ومحلية ومؤسسات لا تبغي الربح، وتعنى جميعها بشؤون المرأة، كما شارك وعدد من سيدات المجتمع، بالاضافة الى 47 امرأة قواتية هنّ أعضاء في المجالس البلدية في مختلف المناطق اللبنانية، ومنسقات مكاتب شؤون المرأة في القوات اللبنانية.
وقد ألقت النائب ستريدا جعجع كلمة رأت فيها ان ” الأوطان والمجتمعات لا يمكن أن تتقدم وتزدهر من دون المشاركة الفاعلة للمرأة ، بل إن الثورات التي كانت دائماً ترتكز على الرجل للتغيير ، باتت أبرز مثال على مشاركة المرأة في الاعتراض والمطالبة باحقاق الحق والأمثلة كثيرة بدءاً بتونس ومصر علماً أنه يبقى الكثير لانجازه ، وهذا ما نحن اليه ساعيات”.
أما وزير العدل البروفسور ابراهيم نجار فتمحورت مداخلته حول “واقع المرأة اللبنانية على ضوء وجوب القضاء على جميع أشكال التمييز”. وبعد عرض قانوني مفصّل عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، أعلن نجار انه “تجري حالياً صياغة مشروع تعديل لكافة القوانين اللبنانية التي تشكل تمييزاً ضد المرأة”.
بدورها وزيرة المالية السيدة ريّا الحسن شددت في محاضرتها على انه ” لا حاجة بنا، في ما يتعلق بالتمييز ضد المرأة، الى انتظار الغاء “الطائفية الجندرية” من النفوس لكي نبدأ الغاءها من النصوص”. ورأت ” ان المطلوب اليوم تنقية كل القوانين والمراسيم من كل أشكال التمييز ضد المرأة، سواء في قانون العقوبات أو في قانون الجنسية أو في قوانين الاحوال الشخصية”.
واعتبرت انه “اذا كان تنزيه القوانين خطوة ضرورية واساسية في مسيرة الغاء التمييز في حق المرأة، وبداية للتحول المطلوب، فان تغيير العقليات والممارسات ليس نزهة، بل قد يكون الجزء الأصعب والأطول زمنياً من الطريق. والتغيير يجب أن يحصل في المنزل، حيث يجب ألا يعود الأب أو الزوج عقبة أمام عمل المرأة وطموحها”، مشددةً على وجوب ” التركيز، من خلال التربية والاعلام، على اعداد أجيال مستقبلية ترفض من تلقاء نفسها التمييز في حق المرأة، فضلاً عن تشجيع السياسات التوظيفية الصديقة للمرأة، ووضع قوانين تردع بحزم أي تمييز ضدها”.
وتمحورت مداخلة النائب ايلي كيروز “الدفاع عن حقوق المرأة وتنزيه قانون العقوبات اللبناني” بحيث شرح عدد من المواد في قانون العقوبات التي تسعى كتلة القوات اللبنانية النيابية الى تعديلها. فقال ” لقد قمنا مع مجموعة من الحقوقيين والمحامين بتحديد النصوص القانونية المكرّسة للإجحاف بحق المرأة ودرسنا التعديلات اللازمة على تلك النصوص التي تتعلق بالزواج والزنا والاغتصاب والخطف والعنف والفحشاء والإغواء وجرائم الشرف وصولاً الى إلغاء بعضها وذلك بهدف تنزيه قانون العقوبات من كل نص مجحف بحق المرأة. وإني واثق بما للقانون، بصورة عامة، من دور ريادي في تبديل الثقافات والذهنيات والمواقف”.
وركّز على الإجحاف بحق المرأة الذي يظهر في مواضع عدة في قانون العقوبات اي في جرائم الشرف، في أحكام الزنا، في الإغتصاب، في تزويج المعتدى عليها من المعتدي وفي استثناء الزوجة والأخت من الفقرة الثالثة من المادة 549 عقوبات.
أما الأميرة حياة إرسلان فألقت محاضرة حملت عنوان ” الكوتا النسائية: ضمانة تمثيل عادل للمرأة في المجالس التمثيلية”. فاعتبرت ” أن الكوتا هي حق من حقوق المرأة وهي ضرورة لإزالة التهميش اللاحق بها ولتعوّد العقل على تقبل المرأة في مركز القرار لأن الكوتا ليست انتقاصاً من قدر المرأة في بلد يعيش على كوتا الطوائف والوظائف والمناطق كما انها ليست بدعة إنما نظاماً يعتمد في الدول الأكثر تقدماً وتطوراً مثل فرنسا والسويد وفنلندا وغيرها”. وأضافت “رغم كل ما قلنا ورددنا وطالبنا لم تقر الكوتا ولم يُفعّل وضع المرأة سياسياً لا بل تراجع الحضور النسائي نيابياً وتقدم قليل في المجالس البلدية”. ولفتت الى “ان الساحة الخالية من المشاركة النسائية هي ساحة مشرعة على كل أنواع الأخطار من حروب وفتن من فساد ومتاجرة من انتهاك لحقوق ومن إهمال واستخفاف بالحياة ”. وتوجهت الى المرأة بالقول “ان قضية المرأة هي قضية كونية إحملي لواءها بشجاعة وإقدام. طالبي كمواطن يفتش عن وطن حديث يواكب العصر متفلتاً من قبضة قلة لا تتجاوز أصابع اليدين. طالبي كمرأة تفتش عن حق يضيع بين دولة لا تلتفت إلى الإصلاح وبين شعب تغيب عنه التوعية”.
وتخلل الندوة فيلماً وثائقياً عن النساء الرائدات في المجتمع اللبناني من أبرزهن: لور مغيزل، ألكسندرا عيسى الخوري، مي عريضة، نظيرة جنبلاط، ميرنا البستاني، رباب الصدر، إلهام فريحة، أليس شبطيني، ماجدة الرومي، زاهية سلمان، بهيّة الحريري وستريدا جعجع. وبعد انتهاء الندوة أقيم حفل كوكتيل على شرف المشاركين.